أبرزهم أحمد ياسين.. أشهر اغتيالات إسرائيل لقادة المقاومة الفلسطينية
اغتالت إسرائيل أمس صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، بالإضافة إلى اثنين من قادة كتائب القسام، الذراع العسكري لـ حماس وهى عملية من عشرات العمليات التي قامت بها إسرائيل ضد قادة المقاومة الفلسطينية.
ويرجع تاريخ الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل ضد قادة المقاومة الفلسطينية منذ نشوء المقاومة الفلسطينية، حيث شنت إسرائيل عمليات اغتيال واسعة لتصفية قادة وكوارد حركة حماس منذ بداية تسعينيات القرن الماضي ولم تفرق بين الكوادر السياسية والعسكرية في الحركة.
عماد عقل.. أسطورة المقاومة
أشهر القادة الذين اغتالتهم إسرائيل كان عماد حسن إبراهيم عقل المولود في 19 يونيو 1971، في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، وكان والده يعمل مؤذنًا في مسجد الشهداء في المخيم.
في عام 1988 اعتقلت السلطات الإسرائيلية عقل لمدة سنة ونصف، بتهمة الانتماء لحركة حماس وبعد الخروج من السجن عاد إلى نشاطه السابق، فأعيد اعتقاله عام 1990 لمدة شهر ونصف وبعدها اتجه الى العمل المسلح في صفوف "كتائب عزالدين القسام" التابعة لحركة حماس، حيث انتمى إلى مجموعة تتولى تصفية من يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل ثم اتجه عقل الى تنفيذ العمليات العسكرية ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، حيث كان بمقدور الفلسطينيين التنقل بين غزة والضفة الغربية حينذاك.
ونفذ عقل عشرات العمليات العسكرية وقتل 14 شخصا، ما بين جندي ومستوطن وبات المطلوب رقم واحد لدى قوات الأمن الإسرائيلية التي كثفت جهودها للوصول إليه.
عماد عقل
وتمكنت إسرائيل من الوصول إليه في 24 نوفمبر 1993، حيث حاصرت قوة عسكرية إسرائيلية منزلًا بحي الشجاعية في مدينة غزة كان يختبئ عقل فيه فاغتالته مع احد مساعديه عندما حاولا الفرار، وأنتجت حركة حماس فيلمًا عن حياة عماد عقل عام 2009 حمل عنوان: عماد عقل.. أسطورة المقاومة.
يحيى عياش.. مهندس المتفجرات
يعتبر يحيى عياش من أبرز وأهم القادة العسكريين في كتائب عز الدين القسام الذين اغتالتهم إسرائيل حيث اتهمته بالمسؤولية عن مقتل عشرات الإسرائيليين، عبر تنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات الانتحارية داخل إسرائيل.
حمل عياش المولود في شمال الضفة الغربية عام 1966 لقب المهندس، لأنه كان يحمل شهادة في الهندسة الكهربائية من جامعة بيرزيت، حيث نشط أثناء دراسته الجامعية في صفوف انصار حماس في الوسط الطلابي.
خلال فترة قصيرة من انخراطه في العمل المسلح بات يؤرق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بسبب القدرات التي كان يتمتع بها إذ كان يصنع المتفجرات من مواد أولية متوفرة في السوق المحلية.
يحيى عياش
ومن أبرز العمليات التي اتهم عياش بتنفيذها، تفجير سيارة مفخخة في مدينة العفولة في 6 ابريل 1994 قتل فيها ثمانية إسرائيليين وعملية انتحارية في مدينة الخضيرة نفذها عمار عمارنة في 13 ابريل/ نيسان 1994 أدت الى مقتل سبعة إسرائيليين وعملية تفجير نفذها صالح نزال في تل ابيب قتل فيها 22 إسرائيليا في 19 أكتوبر 1994.
بسبب الملاحقة الأمنية الكثيفة، انتقل عياش الى قطاع غزة أواخر 1994 حيث قالت زوجته في وقت لاحق أن زوجها انتقل الى القطاع في شاحنة خضار وأن الرحلة كانت شاقة.
وتمكن جهاز الأمن الإسرائيلي الشاباك من إيصال هاتف ملغم إلى عياش في أوائل عام 1996، وبينما كان يتحدث مع والده في الضفة الغربية جرى تفجير الهاتف عن بعد، إذ تم التعرف عليه عبر صوته.
صالح العاروري مهندس الاغتيالات ضد الإسرائيليين
وُلِد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في 19 أغسطس عام 1966 في قرية عارورة الواقعة شمال غرب مدينة رام الله، ودرس الشريعة في جامعة الخليل، وسمي العاروري نسبةً إلى قريته.
والتحق صالح محمد سليمان خصيب، بعمر مبكر بجماعة الاخوان المسلمين، ثم انضم -حينما كان في بدايات العشرينيات- لكوادر حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد أشهر من انطلاقها عام 1987، وشارك في تأسيس جناح القسام العسكري في الضفة الغربية بين عامي 1991-1992.
وأمضى العاروري معظم سنوات سجنه الطويلة ضمن الاعتقالات الإدارية ودون محاكمة لأن التهم لم تكن تثبت عليه.
وأفرج عن العاروري -بعد أكثر من عقد على اعتقاله- في عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله حتى أفرج عنه عام 2010.
أدى العاروري من داخل السجن دورا محوريا وهاما في قيادة صفقة مفاوضات تبادل الأسير جلعاد شاليط، التي أفرج بموجبها عن 1027 معتقلا فلسطينيا من بينهم رئيس حركة حماس الحالي في غزة، يحيى السنوار واجتمع العاروري والسنوار بقيادات حماس في سجن النقب.. وحسموا تفاصيل الصفقة النهائية.. إذ كان فيها عقبات أمام قيادات الحركة في الخارج.. ثم أفرج عنه قبل إتمام الصفقة بشهور.
وبعد ذلك، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بإبعاد العاروري عن الأراضي الفلسطينية، حيث انتقل إلى سوريا -التي خرج منها بعد تطورات الحرب السورية- منتقلا إلى تركيا وقطر.. وصولا إلى الضاحية الجنوبية في لبنان معقل حزب الله الأبرز في بيروت.
صالح العاروري
وانتخب صالح العاروري عام 2010 عضوا في المكتب السياسي لحماس، ثم انتخب نائبا لرئيس الحركة عام 2017، وهو ما نُظر إليه حينها على أنه تأكيد من حماس على خطها القتالي ضد إسرائيل، وذلك باختيار شخصية تقود العمل العسكري في الضفة، في ثاني أرفع منصب في الحركة.
وبعد أيام قليلة من انتخابه، زار العاروري طهران، والتقى علنًا بعد فترة وجيزة بزعيم حزب الله، حسن نصر الله.
كما انتخب العاروري رئيسا لحركة حماس في الضفة عام 2021 وفي أكتوبر الماضي، بعد الهجوم الذي قادته حماس وأدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص في إسرائيل، ظهر العاروري وهو يجتمع مع نصر الله، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة.
وناقش الثلاثة آليات تحقيق النصر الشامل ووقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
ولطالما كان صالح العاروري على رأس المطلوبين لإسرائيل، إذ يوصف بـ مهندس الهجمات في الضفة الغربية المحتلة ضد الجنود الإسرائيليين والمستوطنين، وإطلاق الصواريخ من غزة ولبنان، كما أن الإعلام الإسرائيلي وصفه بـ كابوس إسرائيل وعرّاب العلاقات مع إيران وحزب الله، وهو مدرج على قائمة الإرهابيين الدوليين الأمريكية.
ويذكر أن القوات الإسرائيلية هدمت منزل العاروري الواقع في بلدته العارورة بالضفة الغربية نهاية أكتوبر الماضي، كما اعتقلت عشرين شخصًا بينهم شقيقه وأبناء شقيقه.
ويذكر اغتيال صالح العاروري أمس الذي يمثّل همزة الوصل بين حزب الله وحماس، بكثير من عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد أشخاص ذوي أدوار عملياتية هامة، مثل محمود المبحوح في دبي عام 2010، والمهندس محمد الزواري في تونس عام 2016.