الجمعة 17 مايو 2024 مـ 11:51 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
مصر 24
رئيس مجلس الإدارةكمال أبو زيدرئيس التحريرمحمد الجباليالمشرف العامأبو الحجاج العماري

انتقادات واسعة لتشكيك إبراهيم عيسى في معجزة الإسراء والمعراج

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى

أثار الإعلامي إبراهيم عيسى مقدم برنامج حديث القاهرة على قناة القاهرة والناس، غضب الكثيرين بسبب تصريحاته عن الإسراء والمعراج ووصفه بأن «المعراج قصة وهمية»، مما أدى إلى تحرك جهات رسمية كالأزهر الشريف ودار الإفتاء والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ونقابة الإعلاميين ومجلس النواب ضد هذه التصريحات.

إبراهيم عيسى يشكك في الإسراء والمعراج

كان أول تحرك بعد تصريحات إبراهيم عيسى عن الإسراء والمعراج من قبل نقابة الإعلاميين التي أعلنت أنها ستقوم بتفريغ ما جاء في حلقة أمس الجمعة في هذا الصدد وأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة في ضوء ما يسفر عنه تقرير المرصد.

الأعلى للإعلام: إجراءات قانونية حال مخالفة إبراهيم عيسى

أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أنَّ لجان الرصد بالمجلس بصدد إعداد تقرير بشأن ما أثير في برنامج «حديث القاهرة» الذي يقدمه إبراهيم عيسى، بخصوص الإسراء والمعراج، تمهيداً للعرض الأمر على المجلس على الفور لاتخاذ الإجراء القانوني حال وجود مخالفة للأكواد الإعلامية التي أصدرها المجلس.

وطلب المجلس الابتعاد عن القضايا التي تثير فتنة في المجتمع حيث ينص كود المحتوى الديني على احترام الأديان السماوية وتعاليمها، وإبراز القيم الدينية فوق كل القيم الأخرى.

الأزهر الشريف: الإسراء والمعراج معجزة

وأصدر مركز الأزهر الشريف العالمي للفتوى الإليكترونية بيانا فيما يعد ردا على ادعاءات إبراهيم عيسى حيث أكد أنها من مُعجزات سيدنا رسول الله ﷺ المُتواترة، الثَّابتة بنصِّ القرآن الكريم في سُورتي «الإسراء» و«النَّجم»، وبأحاديث السُّنة النَّبوية المُطهّرة في الصّحيحين والسُّنن والمسانيد ودواوين ومصنَّفات السُّنة، والتي انعقد على ثبوت أدلّتها ووقوع أحداثها إجماعُ المُسلمين في كلِّ العُصور، بما لا يَدع مجالًا لتشكيك طاعِن، أو تحريف مُرجِف.

وأكد الأزهر الشريف أن مُحاولات الطّعن البائسةِ في صحابةِ سيّدنا رسولِ الله ﷺ والتشكيك في عدالتهم بعبارات لا تليق بمقام خير جيلٍ من هذه الأمّة؛ جُرم محرَّمٌ، وجَرْأةٌ مُستهجَنَة ومرفوضة، ودَرْبٌ من التّجاوز البغِيضِ والمُستنكر، لدى أمّةٍ مهما بلغ التقصير بأفرادها، إلا أنّهم لا يقبلون المساس بجناب سيّدنا رسول الله ﷺ ولا أصحابه

دار الإفتاء: جدل موسمي

ورَدَّت دارُ الإفتاء المصرية على المشكِّكين في رحلة الإسراء والمعراج مثل إبراهيم عيسى مُؤكِّدَةً أنَّ المعجزة قد حدثت قطعًا؛ لأنَّ القرآن أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال؛ فقال عزَّ وجلَّ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، والمقصود بـ﴿بِعَبْدِهِ﴾؛ أي: سيدنا محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم، والآية دالَّة على ثبوت الإسراء.

أَمَّا ثبوت المعراج؛ فيدل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 13 - 18].

وأوضحت الدار أن المقصود بالرؤية في الآية الكريمة «رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل في المعراج».

وأوضحت دار الإفتاء في فتواها: «لقد اتَّفق جمهور العلماء على أَنَّ الإسراء حَدَث بالروح والجسد؛ لأنَّ القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلَّا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين على أنَّ المعراج وقع بالجسد والروح يقظةً في ليلة واحدة».

وناشدت دار الإفتاء بضرورة الابتعاد عن إثارة هذه الشبهات وإعادة إحيائها عند حلول هذه المناسبة، فهو جدل موسمي برغم استقرار منهج البحث العلمي والشرعي فيه، والأَولى والأجدر الاهتمام بما هو أنفع من هذا الجدل وهو استلهام العِبر والدروس المستفادة من المناسبة؛ كالثِّقة بنصر الله، وحسن التسليم والتوكُّل عليه، والأخذ بالأسباب.