الخميس 16 مايو 2024 مـ 08:07 صـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
مصر 24
رئيس مجلس الإدارةكمال أبو زيدرئيس التحريرمحمد الجباليالمشرف العامأبو الحجاج العماري

أسرار وعبادات.. ماذا يُفعل ليلة النصف من شعبان؟

ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان

أسرار وعبادات.. ماذا يُفعل ليلة النصف من شعبان؟.. يتساءل الكثير من المسلمين ماذا يفعل ليلة النصف من شعبان، فمن المتعارف عليها إنها ليلة مباركة ترفع فيها أعمال العباد إلى الله عز وجل فيغفر ويرزق ويرحم إلا لمشرك أو مشاحن، ولذلك يستحب احياء ليلة النصف من شعبان بالطاعات التي تعد من نوافل الخير والتي كان يفعلها النبي في المطلق بدون تقيد، وهو ما نوضحه لكم عبر القاهرة 24.

 

ماذا يفعل ليلة النصف من شعبان

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي توضح ماذا يفعل ليلة النصف من شعبان، وهي أحاديث صحاح وحسان وضعاف يشد بعضها بعضا، وعلى الرغم من الضعيف منها، إلا إنه يستحب إحياء ليلة النصف من شعبان بصيام نهارها وقيام ليلها، فصيام يوم 15 شعبان سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لكونها ليلة النصف، ولكنها إحدى الأيام البيض الغُر التي كان يحرص النبي على صيامها.

 

كما أن قيام ليلها من السنن النبوية أيضا، لأن إحياء الليل عموما سنة نبوية ثابتة كما جاء في قول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" فقيام الليل في حق النبي صلى الله عليه وسلم فرض وفي حق أمته سنة كما ذكر العلماء وروت الأحاديث النبوية.

 

ولمن يتساءل ماذا يفعل ليلة النصف من شعبان، فإن الاستغفار والدعاء وقراءة القرآن والصلوات النوافل وغيرها من العبادات تدخل في كونها سنن نبوية مطلقة وغير مقيدة بوقت، ولذلك يمكن الإتيان بها في ليلة النصف من شعبان تعظيما لأيام الله وحرصا على التعرض لنفحات الله لأن ليلة النصف من شعبان لها مزيد من الفضل والاختصاص والأهمية.

ليلة النصف من شعبان

 

ليلة النصف من شعبان 2023

توافق ليلة النصف من شعبان 2023 يوم الثلاثاء الموافق 15 شعبان 1444 هـ وبالتقويم الميلادي 7 مارس 2023، وهو يوم صيام النصف من شعبان لمن له عادة صيام الأيام البيض، بينما إحياء الليلة بالقيام والدعاء سيبدأ من مغرب يوم الإثنين 6 مارس إلى فجر يوم الثلاثاء 7 مارس.

 

ومن جانبها قالت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان مشروع على جهة الاستحباب، وقد رغبَ الشرع الشريف في إحيائها، واغتنام نفحها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، والأحرى بالمسلمين في هذه الليلة أن يتوجهوا إلى الله عز وجل بقلب واحد تجاه قبلة واحدة وأن يتضرعوا بدعاء نصف الليل ليزيل الله البلاء عن الأمم والعباد.

 

أسرار ليلة النصف من شعبان

الدعاء

تتمثل أعظم أسرار ليلة النصف من شعبان في الدعاء، وعلى الرغم من عدم ورود حديث نبوي صحيح ينص على دعاء بصيغة معينة يطلق عليه دعاء ليلة النصف من شعبان، إلا أن الاجتهاد في الدعاء من السنن المستحبة، وعلى المسلمين الإلحاح في الدعاء لأنه أيسر العبادات وأحبها إلى الله عز وجل كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم "من لم يسأل الله غضب عليه".

 

ومن أسرار ليلة النصف من شعبان أيضا الدعاء المشهور "اللهم يا ذا المن" وقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه، وورد كذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما دعا قط عبد بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته، وكذلك دعاء "إلهي بالتجلي الأعظم" فقد زاده الشيخ "ماء العينين الشنقيطي" وذكره في كتابه "نعت البدايات" وقالت دار الإفتاء المصرية: لا بأس من الدعاء به.

 

دعاء ليلة النصف من شعبان اللهم يا ذا المن

للَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".

 

تحويل القبلة

نستكمل معكم أسرار ليلة النصف من شعبان، والتي اتفق فيها العلماء أن تحويل قبلة المسلمين تم في نهاء تلك الليلة، حيث تحويل القبلة من بيت المقدس "المسجد الأقصى" إلى البيت العتيق "المسجد الحرام"، وذلك استجابة لرغبة النبي صلى الله عليه وسلم، بعدما كثر لغط اليهود بشأن اتجاه النبي إلى البيت المقدس، فكان النبي يقلب وجهه في السماء يطلب أن يوليه الله عز وجل قبلة يرضاها يخالف بها اليهود.

 

وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الظهر في مسجد بني حارثة مستقبلا المسجد الأقصى، نزل قول الله تعالى " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ"، وكان النبي عليه الصلاة والسلام قد صلى الركعتين الأوليين من الظهر ثم اتجه إلى المسجد الحرام في الركعتين الأخريين، ولذلك سمي هذا المسجد بمسجد القبلتين.

ليلة النصف من شعبان

 

ليلة النصف من شعبان فضلها

جاء في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث نبوية عديدة منها الضعيف ومنها الصحيح، فالضعيف منها عنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عبداللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ.

 

أما الحديث الصحيح عن فضل ليلة النصف من شعبان فقد روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن)، وهو حديث كافي للعناية بـ ليلة النصف من شعبان وفضلها والتعرض للنفحات الربانية الموجودة فيها تحديدا في نصف الليل.