الأحد 28 أبريل 2024 مـ 03:24 مـ 19 شوال 1445 هـ
مصر 24
رئيس مجلس الإدارةكمال أبو زيدرئيس التحريرمحمد الجباليالمشرف العامأبو الحجاج العماري

صفعة على وجه الاحتلال.. طرد وفد إسرائيل من قمة الاتحاد الإفريقي

فلسطين
فلسطين

صفعة على وجه الاحتلال.. طرد وفد إسرائيل من قمة الاتحاد الإفريقي.. طُردت نائبة مدير القسم الإفريقي بوزارة الخارجية الإسرائيلية، والوفد المرافق لها، اليوم السبت، من قاعة مؤتمرات الاتحاد الإفريقي، والتي كانت تشارك فيها إسرائيل بصفة مراقب، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.

وأثار قرار طرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الإفريقي، ردود فعل واسعة بين الفلسطينيين، نرصدها من خلال التقرير التالي.

الرقب: رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي بأنه لن يكون له وجود وقبول في المنطقة

قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن طرد الوفد الإسرائيلي اليوم من اجتماع القمة الأفريقية يؤكد الرفض الأفريقي لوجود هؤلاء المحتلين داخل مؤسسات إفريقيا.

وأشار الرقب فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أنه رغم ادعاء الوفد الإسرائيلي بأن مشاركته جاءت بناء على دعوة من قيادة الاتحاد الإفريقي إلا أنه لم يكن يحمل أي مستندات تؤكد دعوته لاجتماع الاتحاد الأفريقي.

وتابع: “كالعادة هاجمت الخارجية الإسرائيلية الدول التي احتجت على وجود الوفد الإسرائيلي في هذه القمة”، لافتا إلى أن الغريب هو إصرار الاحتلال على المشاركة في اجتماعات الاتحاد الإفريقي رغم الرفض المسبق من قبل دول عديدة لهذا الوجود الاسرائيلي.

وأكد الرقب أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول الدخول لأفريقيا عبر استغلال الاحتياجات لدول أفريقية معينة ولكن الرفض لهذا الدور الاسرائيلي أصبح واضحا، مشددا على أن رسالة اليوم واضحة للاحتلال بأنه لن يكون لها وجود وقبول في المنطقة بدون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

الحرازين: صفعة جديدة على وجه نتنياهو وحكومته المتطرفة

من جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، إن طرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الإفريقي يأتي انتصارا للعدالة والحقوق والحريات ورفضا للاحتلال وجرائمه.

وأشار الحرازين فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن الوفد الإسرائيلي حاول الدخول خلسة إلى قاعة الاجتماعات بنية الحضور إلا أن حالة اليقظة والرفض لممارسات الاحتلال وجرائمه التى يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني ومواصلة احتلاله للأرض الفلسطينية حالت دون ذلك، فالدول الأفريقية التى عانت من الاستعمارات فى مختلف المراحل تجسد فيها هذا الموقف بعد أن خاضت مجموعة من الدول العربية وبعض الدول الأفريقية المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني معركة ضارية فى أروقة الاتحاد الإفريقي لمنع منح دولة الاحتلال عضوية بصفة مراقب بالاتحاد الإفريقي.

وأكد أن الرسالة اليوم مفاداها بأنه لا يمكن لدولة الاحتلال أن تمر بمخططها الذى يستهدف التغلغل فى القارة الأفريقية والسيطرة على العديد من الدول وإضعاف موقفها لتدخل دولة الاحتلال فى حالة من العزلة الجديدة ويغلق أمامها أحد أهم أبواب القارة الإفريقية التى تضم 54 دولة ويشكل ذلك انتصارا لحقوق الشعب الفلسطيني الذى يعانى من الجرائم اليومية التى ترتكبها حكومة الاحتلال.

وأكد أن طرد الوفد الإسرائيلي اليوم يمثل صفعة جديدة على وجه نتنياهو وحكومته المتطرفة بأنه لن يكون هناك تعاطى مع هذه الدولة العنصرية الأمر الذى يرسل رسالة الى دولة الاحتلال بأنه لا يمكن القبول بها فى ظل مواصلة واستمرار احتلالها للأرض الفلسطينية وارتكابها للجرائم ورسالة أخرى للمجتمع الدولي بضرورة طرد دولة الاحتلال ومنعها من المشاركة بأى اجتماعات دولية أو أممية أو إقليمية طالما تواصل احتلالها وانتهاكها للقانون الدولي ولكافة الاعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية.

وتابع الحرازين أن طرد الوفد الإسرائيلي يحمل رسالة أخرى إلى الشعب الفلسطيني بأن دول إفريقيا التي عاشت نفس المعاناة مع الاستعمار ترفض مواصلة هذه السياسة ضد الشعب الفلسطيني ورسالة أخرى إلى بعض الدول التى ذهبت ومنحت نتنياهو هدايا مجانية بعلاقات دون أن يدفع ثمن ذلك، مختتما: “لا بد من محاسبة نتنياهو وحكومته الفاشية والعنصرية على جرائمهم وعدم منحهم هدايا بلا مقابل”.

ملكة: استمرار لمواقف الاتحاد الأصيل في دعم القضية الفلسطينية

فى هذا السياق، قال الدكتور جهاد عبدالكريم ملكة، أستاذ العلاقات الدولية وباحث في الشئون السياسية لدى مركز التخطيط الفلسطيني، إن طرد الوفد الإسرائيلي صفعة للاحتلال وخاصة لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الذي يقود حملة التطبيع مع دول عربية وإفريقية ويدير ظهره للقضية الفلسطينية ويستمر في ارتكابه جرائم الاحتلال والاستيطان.

وأضاف ملكة فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن طرد الوفد الإسرائيلى يعني نجاح الجهود والمساعي التي قادتها بعض الدول في منع حضور ومشاركة الكيان الإسرائيلي في هذه القمة الإفريقية، التي تأتي انسجاما مع قيم ومبادئ الاتحاد الإفريقي، والذي كان انضمامها بصفة مراقب يمثل خروجا على تقاليد ومقررات الاتحاد الذي صنف إسرائيل تاريخيا كنظام استيطاني عنصري ودولة احتلال، ويشكل إساءة لنص وروح ميثاق الاتحاد، والذي يرفض الاستعمار والممارسات الإمبريالية، واحتلال أراضي الدول ذات السيادة.

وأكد أن هذا الموقف هو استمرار لمواقف الاتحاد الأصيل في دعم القضية الفلسطينية والتي على مدار عقدين قوبلت مساعي إسرائيل إلى الانضمام للمنظمة كمراقب بالرفض وهو تصحيح لما اقترفه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "موسى فقي" بصورة انفرادية قبول إسرائيل عضواً مراقبا في الاتحاد دون مشاورة الدول الأعضاء بحجة انه يحق له اتخاذ مثل هذه القرارات، وهذا يعتبر بمثابة صفعة قوية على وجوه بعض الدول العربية الأفريقية التي تطمح بالتطبيع مع إسرائيل مثل السودان وتشاد التي أعادت علاقاتها مؤخرا مع تل أبيب بعد أربعة عقود من القطيعة.

وأكد ملكة أن هذه الصفعة لإسرائيل هي رسالة له بأنه طالما بقى يحتل أراضي دولة فلسطين ويرتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني فلن يكون له مكان بين الدول العربية والإفريقية مهما قدم من رشاوي سياسية واقتصادية الى بعض الدول، وإنه حتى وان نجح في اختراق بعض الدول فهذا لن يكون تعميم على كل الدول وأنه مازال هناك دول عربية كالجزائر وافريقية كجنوب أفريقيا تقف بجانب حقوق الشعب الفلسطيني وترفض إدخال الكيان الإسرائيلي ضمن منظماتها.

ولفت إلى أن هذا القرار يجب أن يكون حافزا للدبلوماسية الفلسطينية أن تبذل مزيدا من الجهود في تنسيق المواقف مع الأشقاء العرب والمغاربة لمنع توغل دولة الاحتلال في القارة السمراء وفي بعض الدول العربية.

ماهر صافي: طرد وفد الاحتلال لا يخالف القواعد الدبلوماسية

أكد الدكتور ماهر صافى الباحث والكاتب الفلسطيني، أن قرار منح الاحتلال الإسرائيلي صفة عضو مراقب بالاتحاد الأفريقي، كان خطأ من البداية.

وقال صافى فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن طرد الوفد الإسرائيلي ومنعه من حضور جلسات قمة الاتحاد الإفريقي لا يخالف القواعد الدبلوماسية، موضحا أن عضوية إسرائيل معلقة بموجب قرار سابق كان قد اتخذته القمة ومن ثم لا يحق لممثل الاحتلال الذي لا يتمتع بأي صفة تمثيلية حضور جلسات القمة.

وأكد أنه لا توجد أزمة دبلوماسية لهذا القرار، فإنه صائب، موضحا أن عضوية إسرائيل في منظمة الاتحاد الأفريقي تتناقض، علما بأن ثلثي الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي يعترف بإسرائيل، ويقيم معها علاقات دبلوماسية.

وأشار صافى إلى أن قرار الطرد أثار موجة غضب شديدة داخل إسرائيل، موضحا أن وزارة الخارجية الإسرائيلية مارست ضغوط كبيرة على المنظمة لإعادة وفدها إلى المؤتمر.