الأربعاء 1 مايو 2024 مـ 02:49 مـ 22 شوال 1445 هـ
مصر 24
رئيس مجلس الإدارةكمال أبو زيدرئيس التحريرمحمد الجباليالمشرف العامأبو الحجاج العماري

جلسة قاتلة أمها ببورسعيد.. الزوج يغيب.. وأشقاء القتيلة يرفضون الجلوس

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أسدلت محكمة جنايات بورسعيد الستار على واحدة من ابشع الجرائم التي شهدتها المدينة على مدار تاريخها .


كواليس الجلسة الأخيرة التي شهدت النطق بالحكم كانت مثيرة


كادت شقيقة سيدة بورسعيد المقتولة على يد ابنتها وعشيقها بـ محافظة بورسعيد، أن تفقد عقلها بعد سماع الحكم بإحالة أوراق ابنة شقيقتها القاتلة لمفتي الديار المصرية.
ونكشف في السطور التالية تفاصيل ما حدث.

قضت الدائرة الثالثة جنايات بمحافظة بورسعيد برئاسة المستشار السيد عبد العزيز، وعضوية المستشارين أحمد علي جنينة، وعماد أبو الحسن عبد اللاه، وأشرف عبيد علي، وسكرتارية إسماعيل عوكل، حكمها في أولى جلسات المحاكمة بإحالة أوراق المتهمة إلى مفتي الديار المصرية.

غاب الأب عن جلسة المحاكمة، وذلك بعد أن تخبطت قراراته منذ حدوث الواقعة والتي فقد خلالها زوجته وشريكة حياته، على يد ابنته التي أفنى عمره من أجل الإنفاق عليها وأخوتها، وجاءت أفعاله مختلفة بين تحرير توكيل لمحامية تدافع عن ابنته وتسعى لإنقاذ رقبتها من حبل المشنقة، وبين تحرير توكيل آخر لمحامي يطالب بإعدام ابنته من أجل حق السيدة المقتولة.

وفي أولى جلسات المحاكمة غاب الأب وفضل عدم الحضور لأنه بين نارين، نار فقدان زوجته ونار إعدام ابنته، وقال في تصريحات خاصة بـ أخبار الحوادث لا أستطيع التفكير بشكل جيد وحزنت كثيرًا بعد اطلاعي على أوراق القضية وما قرأته يؤكد أن ابنتي لم أكن أعرفها وأنها شيطانة، وأنا حياتي ضاعت بعد أن توفيت زوجتي وستعدم ابنتي وتترك العار يلاحقني وأفكر أن أترك البلد كاملة وأرحل.

ومع صعود القاضي لـ المنصة ظهراخوة السيدة  داليا الحوشي المقتولة على يد ابنتها وعشيقها، ونظرًا لتواجد عدد كبير داخل قاعة المحكمة ظل الاخوه واقفين يستمعون إلى مرافعة النيابة العامة وإجراءات الجلسة، وما أن رفعت الجلسة للمداولة حتى خرج الأخوة خارج قاعة المحكمة ليعودوا من جديد خلال لحظات النطق بالحكم، وانهارت شقيقة الضحية فور سماع حكم الإحالة للمفتي ورددت كلمات «قتلتيها ليه ليه ليه ليه»، وحاولت الوصول لابنة شقيقتها التي قتلتها بمساعدة عشيقها قائلة: سيبوني محدش يمسكني، ثم وجهت حديثًا للجميع: سيبونا في اللي احنا فيه .. مصيبتنا كبيرة.
وظهرت المتهمة نورهان خليل قاتلة والدتها، بملابس سوداء، بالتزامن مع بدء جلسة محاكمتها، كما ظهرت المتهمة في حالة حزن كبير لحظة وصولها، إلا أنها لم تسقط من عينيها دمعة واحدة، ولم تتحدث إلا عندما سألها القاضي هل قتلتي أمك يا نورهان؟، لترد: لا ما حصلش ما قتلتهاش.
وقالت النيابة العامة خلال مرافعتها في أولى جلسات محاكمة نورهان، إن المتهمة ارتكبت جريمة أبشع من العناصر الإرهابية، وأضافت: المتهمة قتلت أمها بفجر ووحشية، ولا يمكن للحيوان أن يقتل أمه في مملكة الحيوان.. العلاقات تكون منضبطة بين الأصول والفروع، كيف تهون عليها أمها وتقتلها بهذه الوحشية من أجل شهوة زائلة منحطة، خرقت المتهمة ناموس الكون، ومارست الفاحشة مع طفل يصغرها بـ6 سنوات وقتلت أمها.

وأكملت النيابة العامة خلال مرافعتها: كانت تسيطر على المتهم من أجل شهوتها.. والمتهمة قتلت أمها بفجر ووحشية، ووصفت النيابة العامة خلال مرافعتها في أولى جلسات محاكمة نورهان، قاتلة أمها ببورسعيد بـ الحية، مؤكدة أن المتهمة خائنة لأهلها عقب واقعة قتلها لوالدتها.

وأضافت النيابة العامة، أن المتهمة غرّتها الشهوات واتفقت على قتل أمها مع عشيقها، وقتلاها بفُجر ووحشية، متابعة: الجاحدة منعدمة الوفاء، وطالبت النيابة العامة، بإعدام المتهمة، قائلة: لا رحمة لها اليوم .. الإعدام رحمة للمجتمع، لعل الإعدام يكون رحمة لهما أمام الله.

ووجهت النيابة العامة ، رسالة مهمة لدفاع المتهمة نورهان قاتلة والدتها ببورسعيد أثناء أولى جلسات محاكمتها، وذلك للمثول أمام هيئة المحكمة لمعاقبتها في قتل أمها داليا الحوشي، عمدًا مع سبق الإصرار بمساعدة عشيقها. وقالت النيابة العامة أثناء جلسة المحاكمة: دفاع المتهمة حاولت عبر وسائل التواصل الاجتماعى تقديم دفاع مضلل وتزييف للحقائق، وحاولت أن تصدر صورة مغايرة لحقيقة صحة الواقعة، وطالبت النيابة العامة في نهاية مرافعتها بضرورة النظر وتعديل قانون الطفل.

وكانت مرافعة النيابة العامة دافعًا لـ الدفاع لأن يكتفي بها وتكون آخر ما تسمعه المحكمة، التي استقر في وجدان اعضائها أن تقضي بحكمها في الجلسة الأولى، وأن تحيل أوراق المتهمة لـ فضيلة مفتي الديار المصرية.

ولم تنظر المحكمة إلى دفاع محامية المتهمة والتي حاولت تبرئة موكلتها وإلصاق التهمة بالجاني عشيقها الطفل، والحديث عن أنها ضحية للضغط والابتزاز، ولم تأخذ كذلك بطلبها لتعديل الوصف في القضية، ولم تستجب كذلك لطلباتها بالحكم ببراءة موكلتها، وأحالت أوراقها لمفتي الديار المصرية.

وأسدلت كذلك محكمة جنايات الأحداث الستار على قضية الطفل حسين فهمي والمتهم بقتل أم عشيقته ببورسعيد، وأمرت بايداع الطفل بدار رعاية «المؤسسة العقابية» وهو أقصى حكم مشدد تملكه المحكمة، ولم تستجب المحكمة لمطالب هيئة الدفاع بالطعن في عمر الطفل وعرضه على الطب الشرعي.

وخلال جلسة المحاكمة قدمت هيئة الدفاع عن المتهم حافظة مستندات تضمنت قضية مماثلة للحدث حسين فهمي، قام خلال وقائعها بضرب طفل بكأس مكسور بذات طريقة قتل السيدة داليا الحوشي، وصدر ضده قرار بالإيداع، ولكنه ارتكب جريمة قتل السيدة داليا الحوشي أم عشيقته خلال فترة قضاء العقوبة.

وكشف محامي سيدة بورسعيد المقتولة على يد ابنتها وعشيقها، أن عمر المتهم أفلته من العقاب، وكشف أن حكم محكمة الأحداث الصادر غير مرتبط بمدة، وهو عبارة عن إيداع لتقويم السلوك وليس حبس، ويمكن أن يخرج بعد أي فترة، إذا قدم مشرف الدار الاجتماعي تقرير للمحكمة بتعديل سلوكه.

وقال المحامي أشرف العزبي، إن قرار محكمة جنايات الأحداث بوضع المتهم في المؤسسة العقابية، هو تطبيق للقانون، فجميع القانونيين كانوا يتوقعون صدوره، وأضاف المحامي، أنه طبقا للأوراق، فإن المتهم يعاقب بقانون الطفل، بناءً على عمره، ويتم إيداعه في دار رعاية، ويُعامل معاملة الطفل.

ولفت العزبي، إلى أن هذا المتهم يمثل خطورة على الأطفال داخل دار الرعاية، ويمكن أن يرتكب داخلها قضية اغتصاب لمن هم أصغر منه، لأن من يرتكب جريمة قتل بهذه البشاعة، ويقيم علاقة محرمة مع فتاة تكبره؛ يمكن أن يفعل داخل دار الرعاية ما هو أكثر من ذلك.


ولفت عضو هيئة الدفاع عن المتهم بقتل أم عشيقته ببورسعيد، إلى أن المُشرع يجب أن يتدخل لسد الثغرة الحالية أمام الأطفال مرتكبي الجرائم، والتي تجعلهم بعيدا عن القصاص، مشيرًا إلى أن قضية الطفلة زينة التي سبق وأن حركت الرأي العام في قضية السن، بعد أن اغتصبها المتهم وألقى جثتها من سطح العقار للتخلص منها؛ فهذا القاتل الآن خارج الحبس، ويعيش حياته بشكل طبيعي.

وأكد أن التشريع يجب أن يضع تغليظا للعقوبة على المجرمين حتى إن كانوا أطفال، فالشر في بعضهم أقسى مما يرتكبه البالغون، سواء من التخطيط أو التنفيذ، مشيرًا إلى أن المتهم في قضية سيدة بورسعيد بالغ، والواقعة ثابتة، وكشف العذرية على الفتاة؛ يؤكد أنه بالغ استطاع إقامة علاقة، ولهذا يجب تعديل القوانين لعقاب من مثله.