مصر 24

قصة الهاتف الذي قتل عشرات الجنود الروس وفيديو للهجوم الدامي (شاهد)

مقتل جنود روسي في هجوم أوكراني
-

قصة الهاتف الذي قتل عشرات الجنود الروس وفيديو للهجوم الدامي (شاهد).. قصة الهاتف الذي قتل عشرات الجنود الروس وفيديو للهجوم الدامي (شاهد).. حرب روسيا وأكرانيا، لا تزال تداعيات الضربة الأوكرانية التي استهدفت نقطة انتشار مؤقتة للقوات المسلحة في ماكيفكا جنوب دونيتسك وقتلت 78 جنديًّا، مستمرة.

 

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، أعلنت روسيا، الإثنين، مقتل عدد كبير من الجنود الروس خلال هجوم أوكراني واحد، فيما تكشفت معلومات تظهر أن استخدام الجنود للهواتف الذكية سمح لقوات كييف بتحديد موقعهم وقتلهم.

 

الحرب الروسية الأوكرانية

وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ان "أربعة صواريخ" ضربت "مركز انتشار مؤقت" للجيش الروسي في مدينة ماكيفكا، الواقعة شرق دونيتسك بأوكرانيا، دون أن يحدد تاريخ الضربة.

The Russian base in Makiivka is but dust. HIMARS have delivered absolute carnage. An expected response for the Russian Shahed terror attacks on New Years Eve and the newest reminder that no matter where Russians position themselves, they are not safe. #Ukraine #Donetsk #Makiivka pic.twitter.com/Pfguo4phIK

— (((Tendar))) (@Tendar) January 1, 2023

وتحدثت وسائل إعلام روسية وأوكرانية عن هجوم على ماكيفكا ليل السبت إلى الأحد، أي في ليلة رأس السنة الجديدة.

 

وقتل في هذه الضربة بحسب موسكو 63 جنديا، فيما تقول كييف إن العدد وصل إلى 400 قتيل.

 

وخلال الحرب المندلعة منذ 24 فبراير من العام الماضي، لم تعلن روسيا عن خسائرها البشرية إلا ثلاث مرات فقط وفي أشهر متباعدة، فيما يعلن المتحدث باسم وزارة دفاعها بشكل يومي الخسائر التي تُمنى بها القوات الأوكرانية.

 

وقالت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية الناطقة بالإنجليزية إن القتلى مجندون وصلوا إلى أوكرانيا بعد قرار التعبئة العسكرية الجزئية التي أعلن عنها الرئيس، فلاديمير بوتين، في سبتمبر من العام الماضي.

 

القصة في الهاتف

وقال مصدر في القوات الانفصالية الموالية لموسكو في دونيتسك لوكالة "تاس" الروسية إن المعلومات الأولية تظهر أن استخدام الجنود للهواتف المحمولة بشكل كثيف هو الذي سهل الضربة الروسية التي نفذت بصواريخ "هيمارس" الأمريكية.

 

وأضاف المصدر، الذي لم تكشف الوكالة اسمه، أن هذا الاستخدام الكثيف رُصد من طرف الاستخبارات الأوكرانية.

 

سوابق

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نشرت تقريرا في أواخر ديسمبر الماضي حول أخطاء روسية "فادحة" في حرب أوكرانيا.

 

وأشار التقرير إلى أن الأوكرانيين استعانوا بمكالمات أجراها الجنود الروس من أجل تحديد مواقع تمركز قواتهم وقصفها.

 

وذكر مسؤول أوكراني للصحيفة الأميركية أن الجنود الروس استخدموا هواتفهم الخاصة في اتخاذ القرارات الخاصة بتحركاتهم.

 

توجيهات صارمة

ويتناقض ذلك مع التوجيهات العسكرية التي صدرت على كلا الجانبين الروسي والأوكراني في بداية الحرب، وتشمل حظر استخدام هذه الهواتف في مواقع القتال، لأن ذلك يقدم عونا للطرف الآخر في الحرب.

 

وعلى سبيل المثال، يستخدم الروس في أوكرانيا منظومة "ليير 3"، المكوّنة من طائرتين مسيّرتين ومركز قيادة في شاحنة عسكرية، لتتبع مواقع القوات الأوكرانية.

 

ويمكن لهذه المنظومة رصد أكثر من 2000 هاتف محمول في مدى يصل إلى 5.4 كيلومتر، مما يتيح إمكانية العثور على مجموعة كاملة من القوات المعادية.

 

ويعتقد أن القوات الأوكرانية تستخدم تقنية مماثلة، بحسب تقرير سابق لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.



غضب واسع

فبعد إعلان الكرملين "عدم التهاون"، تفجّر غضب عارم في الأوساط الروسية، ما دفع مدونين قوميين إلى المطالبة بمعاقبة القادة المسؤولين عن إقامة جنود بالقرب من مستودع للذخيرة، خصوصا وأن لقطات نشرت على الإنترنت لما بعد الانفجار أظهرت مبنى ضخما تحول إلى أنقاض يتصاعد منه الدخان.

 

وقال إيجور جيركين، أحد القادة السابقين للقوات المؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا والذي برز ضمن المدونين العسكريين القوميين الروس، إن عدد الضحايا من القتلى والجرحى يبلغ مئات الأفراد، كاشفًا عن أن الذخيرة التي كانت مخزنة في الموقع ومعها المعدات العسكرية الروسية لم تتبع طريقة التمويه.

 

في حين أكد مدون قومي آخر يدعى ريبار مقتل نحو 70 جنديًّا، وإصابة أكثر من 100 بجروح.

 

كما كتب مدون عسكري روسي آخر يدعى أرخانجيل سبيتزناز زد، لديه أكثر من 700 ألف متابع على تيليجرام، معتبرًا "ما حدث في ماكيفكا مروع، متسائلًا عمن أتى بفكرة وضع أفراد بأعداد كبيرة في مبنى واحد؟

 

وقال: "حتى الحمقى يدركون جيدا أنه في حالة تعرض المبنى لهجوم بالمدفعية فسيكون هناك العديد من الجرحى والقتلى".

 

كما رأى أن القادة بلغوا أقصى درجات الإهمال للذخيرة المخزنة التي كانت في حالة من الفوضى في ساحة المعركة.

 

وامتد إعلان الغضب إلى المشرعين، حيث لم يطالب جريجوري كاراسين، عضو مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان الروسي) والنائب السابق لوزير الخارجية بالانتقام من أوكرانيا وداعميها في حلف شمال الأطلسي فحسب، بل طالب أيضا "بتمحيص داخلي صارم".

 

كما دعا سيرجي ميرونوف، المشرع والرئيس السابق لمجلس الاتحاد، بمساءلة جنائية للمسؤولين الذين "سمحوا بتكدس جنود في مبنى بلا حماية، ولكل السلطات الأعلى التي لم توفر المستوى المناسب من الأمان".

 

وقال في تدوينة على تليجرام "من الواضح أنه لا الاستخبارات ولا الاستخبارات المضادة ولا الدفاع الجوي قد عملوا بشكل صحيح".


مقتل 78 جنديًّا

يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت أقرّت الإثنين، بأن القوات الأوكرانية أطلقت صواريخ على منشأة في منطقة دونيتسك الشرقية كان يتمركز فيها جنود روس، ما أسفر عن مقتل 78 منهم، في واحدة من أكثر الهجمات دموية على قوات الكرملين منذ بدء العمليات العسكرية في فبراير الماضي.

 

وقالت الوزارة في بيان، إن القوات الأوكرانية أطلقت 6 صواريخ من نظام هيمارس للإطلاق، أُسقط اثنان منها.

 

وبينما لم تذكر موعد الضربة، أكدت أنها نفذَّت باستخدام سلاح دقيق قدمته الولايات المتحدة لكييف، كما تعهّدت بالرد.